الحجامة طب مصري قديم استخدمها الفراعنة، ووجدت رسوم تدل عليها من أقدم الوثائق التاريخية إذا أن بردية إبريس كُتبت تقريبا في سنة 1550 ق.م تعتبر من أقدم المراجع الطبية تصف عملية الحجامة، وإخراج الشوائب، والأجسام الغريبة من الدم؛ كما توجد على نقوش معبد كوم امبو الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر صورة الكأس الذي يُستخدم لسحب الدم من الجلد؛ كما يعتبر غاليليو، وأبو قراط من أعظم المؤيدين للتداوي بالحجامة؛ كما يعتبر بروسبر ألبينوس الذي مكث في مصر لسنوات عديدة كطبيب للمستشار الفينيسي قريباً من بداية القرن السادس عشر قد أخرج دراسة إحصائية دقيقة، وممتازة من الطراز الأول عن تطور الطب في مصر في تلك الفترة حيث قد بدأت الشعوب تُغير من عاداتها، وبطريقة ما متجهين نحو تغيير عاداتهم ومن بينهم بقية الشعوب التي تسكن هذا القطر المصري(على اتساعه آنذاك) حيث كانت مصر وقتها إمبراطورية واسعة مترامية الأطراف.

ويتبين أن الحجامة تُعتبر تقريباً اسلوباً علاجياً لجميع أنواع الأمراض التي يعانون منها، ومن أهم وسائل الحفاظ على الصحة الجيدة، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم منذُ أكثر من 1400سنه للهجرة النبوية بأحاديث وهو الذي لا ينطق عن الهوى؛ إن هو إلا وحي يوحى.

الحجامة في ماضي الغرب فن

الحجامة أيضاً فن قد كتب تفسيره حجام لندن سمويل بيفلد عام 1828م: حيث يقول إن الحجامة تمتلك قدرة شفائية هائلة على مر العصور فعلى مدار آلاف السنين، عرف جميع مؤلفي المراجع الطبية نوعان من الحجامة (جافة Dry، رطبة Wet) ففي الحجامة الجافة لا يتم إخراج دم من الجسم؛ أما في الحجامة الرطبة فهي تبدأ بالحجامة الجافة ثم تُتبع بالرطبة حيث يتم إخراج قليل من الدم بواسطة الخدش أو التشريط (التشطيب) على المكان المنتفخ ثم يتم تجميع الدم في كأس إلى خارج البدن.

كما أن الجراح الشهير في عصره تشارلز كينيدي عام 1826م: صرح في كتابه أن فن الحجامة معروفة أصوله جيداً، وفوائده عظيمة ومعروفة على مدى العصور، والمصريين هم الذين صدروا الحجامة إلى اليونان حيث أصبحت الحجامة هي العلاج المعتاد تقريباً لجميع الاضطرابات الصحية، ولا شك في أنهم أيضاً ربما أخذوها، وتوارثوها على مر العصور، وجعلوها دواءهم الأول.

 الحجامة في الشرع 

هي وسيلة علاجية فطرية قديمة حديثة، ومصرية موثقة منذُ القدمً؛ جاء الوحي الأمين ليثبت فائدتها ويبين أهميتها؛ فأصبحت من أساسيات وجوهرية الطب النبوي المدعوم بالوحي الإلهي، والمصدق من رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أُسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد) وفي رواية أخرى (ما مررت ليلة أُسري بي بملأ إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة). لمحدث : الألباني؛ المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 5672 ؛ خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  • عن سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: (ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجعاً في رأسه إلا قال “احتجم”، ولا وجعاً في رجلية إلا قال “اخضبهما” أي بالحناء) المحدث : أبو داود، المصدر: سنن أبي داود؛ الصفحة أو الرقم: 3858؛ خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح].
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي) المحدث : البخاري؛ المصدر: صحيح البخاري؛ الصفحة أو الرقم: 5680؛ خلاصة حكم المحدث:[صحيح]. فالحجامة في هذا الحديث أخذت ثلث الشفاء بالإخراج، والعسل أخذ الثلث بالإدخال، وهذا الحديث الصحيح لابد للأطباء المزيد من البحث حول الجمع بين الحجامة والعسل بحديث صحيح واحد.
  • لم يثبت حديث في النهي عن وقت الحجامة غير هذا الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أراد الحجامة فليتحرى سبعة عشر، أو تسعة عشر، أو إحدى وعشرين، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله” المحدث: الألباني؛ المصدر: صحيح ابن ماجه؛ الصفحة أو الرقم: 2824؛ خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ التخريج: أخرجه ابن ماجه (3486). وأيضا أنه يستعين بالحجامة عند تبيغ الدم وفورانه ومايحث من دفع الضرر عن الإنسان وهي من سنن المسلم.
  • قال النووي في شرح مسلم أن في هذه الأحاديث إباحة نفع الحجامة وأنها من أفضل الأدوية؛ والحاصل أنه لم یثبت شيء في النھي عن الحجامة في یوم معین ولعل الحال یختلف باختلاف الأزمان والأماكن والأشخاص شبهة حصر الحجامة في أیام معینة
  • وقال ابن حجر في فتح الباري وفي الحديث إباحة الحجامة ويلتحق بها ما يتداوى بهِ من إخراج الدم وغيره، وقوله كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم أن في ذلك إشعاراً بالمواظبة على  الاحتجام؛ وفي فتح الباري أيضاً لقد اشتمل هذا الحديث على مشروعية الحجامة والترغيب فيها ولا سيما لمن احتاج إليها.
  •  

 أهم ما جاء في مواضع الحجامة 

  • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (احْتَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: لُحْيُ جَمَلٍ) صحيح البخاري (5700). موقع الرسمي لسماحة الشيخ: ابن باز.

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّهُ عليهِ السَّلامُ احتجمَ وهو مُحرِمٌ على ظهرِ القدَمِ مِن وجَعٍ كان بهِ) المحدث : ابن الملقن. المصدر: شرح البخاري لابن الملقن. الصفحة أو الرقم: 12/409؛ خلاصة حكم المحدث: على شرطهما.

  • عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ) صحيح البخاري (5701) موقع الرسمي لسماحة الشيخ: ابن باز.

  • حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمَوَالِي ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، سَلْمَى خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : (مَا سَمِعْتُ أَحَدًا قَطُّ يَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلَّا قَالَ : احْتَجِمْ وَلَا وَجَعًا فِي رِجْلَيْهِ إِلَّا قَالَ : اخْضِبْهُمَا بِالْحِنَّاءِ) مسند الأمام أحمد بن حنبل برقم (26988) جامع السنة وشروحها الشبكه العنكبوتية.

  • عن ابن عمر رضي الله عنهما: (قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم في رأسه، ويسميها أم مغيث) المحدث: الألباني؛ المصدر : صحيح الجامع؛ الصفحة أو الرقم: 4928؛ خلاصة حكم المحدث: صحيح.

 

ماجاء في الأخدعين والكاهل في منطقتيهما وليس عليهما تحديدا

  • عن أنس بن مالك – رضي الله عنه: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ احتجمَ ثلاثًا في الأخدَعَينِ، والكاهلِ) المحدث: الألباني؛ المصدر: صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 3860؛ خلاصة حكم المحدث: صحيح. عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَحْتَجِمُ في الأَخْدَعَيْنِ والكاهِلِ، وكان يَحْتَجِمُ لسَبْعَ عَشْرَةَ، وتِسْعَ عَشْرَةَ، وإحدى وعشرين) المحدث : الترمذي؛  المصدر : سنن الترمذي؛ الصفحة أو الرقم:2051  ؛ خلاصة حكم المحدث : حسن غريب؛ التخريج : أخرجه أبو داود (3860)، وابن ماجه (3483)، وأحمد (12191) مختصراً، والترمذي (2051) واللفظ له.

ما جاء في توقيت الحجامة 

  • مَن أرادَ الحجامةَ ، فليتحَرَّ سبعةَ عشرَ، أو تسعةَ عشرَ، أو إحدى وعِشرينَ، ولا يتبيَّغْ بأحدِكُمُ الدَّمُ فيقتلَهُ؛ الراوي: أنس بن مالك؛ المحدث : الألباني؛ المصدر: صحيح ابن ماجه؛ الصفحة أو الرقم: 2824؛  خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه ابن ماجه (3486).

  • اوصى النبي صلى ﷲ علیه وسلم بالحجامة عند تبیغ الدم اي زیادته وفورانه وھي حالة مرضیة حتمًا أي أن الأولى الحجامة في أي وقت للمریض؛ – إنَّ خيرَ ما تحتجِمون فيه يومَ سبعَ عشرةَ ، ويومَ تسعَ عشرةَ ، ويومَ إحدى وعشرينَ؛ الراوي : عبدالله بن عباس؛ المحدث: الألباني؛  المصدر: صحيح الترغيب؛ الصفحة أو الرقم: 3463؛ خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره؛ التخريج: أخرجه الترمذي (2053)، وأحمد في (المسند) (1/354)، والحاكم في (المستدرك) (4/453) باختلاف يسير.

  • قال ابن القیم بعد أن ساق أحادیث التوقیت: (واختیار ھذه الاوقات للحجامة فیما إذا كانت على سبیل الاحتياط والتحرز من الأذى وحفظا للصحة وأما في مداواة الأمراض فحيثما وجد الاحتیاج إلیھا وجب استعمالھا أي وقت كان من أول الشھر وآخره) (زاد المعاد 4/59-60)، ونقله ابن حجر أیضا في الفتح 10/157.

ما جاء في أجر الحجامة 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ، وَقَالَ: إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ وَالقُسْطُ البَحْرِيُّ، وَقَالَ:  (لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالقُسْطِ) صحيح البخاري برقم (5696). موقع الرسمي لسماحة الشيخ: ابن باز.